فتاة القران Admin
عدد المساهمات : 1812 تاريخ التسجيل : 06/11/2013
| موضوع: التأهل للانتفاع بالقـــــــــرآن !!!! السبت 28 يونيو 2014 - 17:09 | |
| الواقع أن المسلمين ما زالوا يقرءون القرآن ؛ ولكن مما لا شك فيه أن قراءة القرآن وحدها ليست كفيلة بأن نكون أهلاً للانتفاع به ، وبأن نكون أهلاً لأن نحيا به ، فلا بد أن نُتْبَع القراءة والتلاوة بالفهم والتدبر والتعقل وبأمور أخرى سيأتي بيانها ، يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في تدبر القرآن -ما هو التدبر الذي هو من أعظم الشروط التي تؤهلنا للانتفاع بالقرآن ؟-
قال : " هو تحديق نظر القلب إلى معانيه ، وجمع الفكر على تدبره وتعقله ، وهذا هو المقصود بإنزاله ، لا مجرد تلاوته بلا فهم ولا تدبر ، قال الله تعالى في سورة النساء : " أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً " [النساء:82] ، وقال الله تعالى في سورة المؤمنون: " أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ " [المؤمنون:68] ، وقال سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى في سورة ص : " كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ " [ص:29] ، وقال تعالى في سورة الزخرف : " إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " [الزخرف:3] ، وقال تعالى : " أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا " [محمد:24] ' .
وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى : [[ نزل القرآن ليتدبر وليعمل به ، فاتخذوا تلاوته عملاً ]] .
ثم يقول رحمه الله تعالى - والكلام ما يزال لابن القيم أثابه الله وجزاه أحسن الجزاء وأجمله - : " فليس شيءٌ أنفع للعبد في معاشه ومعاده ، وأقرب في نجاته من تدبر القرآن ، وإطالة التأمل فيه ، وجمع الفكر على معاني آياته فإنها تطلع العبد على معاني الخير والشر بحذافيرها ، وعلى طرقاتها وأسبابها وغاياتها وثمراتها ومآل أهلهما " هذا هو أنفع شيء للعبد في معاشه ومعاده ، وهو أقرب شيء إلى نجاته ؛ أن يتدبر القرآن ، وأن يطيل التأمل فيه ، وأن يجمع الفكر على معاني آياته .
وماذا يستفيد العبد إذا تدبر وأطال التأمل وجمع الفكر على المعاني ؟.
هذه الأمور إذا فعلها العبد ، يقول : " فإنها تطلع العبد على معاني الخير والشر بحذافيرها ، وعلى طرقاتها وأسبابها وغاياتها وثمراتها ومآل أهلهما " أي : مآل أهل الخير والشر ، ما الذي يطلعك على ذلك ؟.
إنه تدبر القرآن وإطالة التأمل فيه وجمع الفكر على معاني آياته .
وماذا تفيدك إطالة التأمل مع التدبر والتعقل وجمع الفكر ؟.
يقول : " وتتُلُّ في يده مفاتيح كنوز السعادة والعلوم النافعة - ومعنى ( تتل في يده ) تلقى في يده توضع في يده - هذا كله بالتدبر والتعقل وجمع الفكر ، وتثبت قواعد الإيمان في قلبه ، وتشيد بنيانه ، وتوطد أركانه ، وتريه صورة الدنيا والآخرة والجنة والنار في قلبه ، وتحضره بين الأمم ، وتريه أيام الله فيهم ، وتبصره بمواقع العبر ، وتشهده عدل الله وفضله ، وتعرفه ذاته ، وأسماءه وصفاته وأفعاله ، وما يحبه وما يبغضه ، وصراطه الموصل إليه ، وما لسالكيه بعد الوصول والقدوم عليه سبحانه ، وقواطع الطريق وآفاتها ، وتعرفه النفس وصفاتها ومفسدات الأعمال ومصححاتها ، وتعرفه طريق أهل الجنة والنار ، وأعمالهم ، وأحوالهم وسيماهم ، ومراتب أهل السعادة وأهل الشقاوة ، وأقسام الخلق ، واجتماعهم فيما يجتمعون فيه ، وافتراقهم فيما يفترقون فيه ، وبالجملة تُعَرِّفه ستة أشياء : تعرفه الرب المدعو إليه المدعو إلى عبادته سبحانه والإقبال إليه وما إلى ذلك مما ينبغي ألا يكون إلا لله وطريق الوصول إليه إلى رضاه وإلى جنته ، وإلى رؤيته سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وما له من الكرامة إذا قدم عليه ، وتعرفه في مقابل ذلك ثلاثة أخرى : ما يدعو إليه الشيطان ، وطريق الوصول إليه ، وما للمستجيب لدعوته من الإهانة والعذاب إذا قدم عليه فهذه ستة أمور لا بد للعبد من معرفتها ، ومشاهدتها ، ومطالعتها " . | |
|